عون المعبود شرح سنن أبي داود
فلا يرفث : يريد لا يفحش , والرفث هو السخف وفاحش الكلام , يقال رفث بفتح الفاء يرفث بضمها وكسرها , ورفث بكسرها يرفث بفتحها رفثا ساكنة الفاء في المصدر ورفثا بفتحها في الاسم , ويقال أرفث رباعي حكاه القاضي , والجهل قريب من الرفث , وهو خلاف الحكمة وخلاف الصواب من القول والفعل ( فليقل إني صائم إني صائم ) : هكذا هو مرتين ,
واختلفوا في معناه فقيل يقوله بلسانه ليسمعه الشاتم والمقاتل فيتحرز غالبا , وقيل لا يقوله بلسانه بل يحدث به نفسه ليمنعها من مشاتمته ومقاتلته ومقابلته ويحرس صومه عن المكدرات , ولو جمع بين الأمرين كان حسنا .
واعلم أن نهي الصائم عن الرفث والجهل والمخاصمة والمشاتمة ليس مختصا به بل كل أحد مثله في أصل النهي عن ذلك , لكن الصائم آكد , والله أعلم كذا قال النووي . وقال الخطابي : يتأول على وجهين أحدهما فليقل ذلك لصاحبه نطقا باللسان يرده بذلك عن نفسه , والوجه الآخر أن يقول ذلك في نفسه أي ليعلم أنه صائم فلا يخوض معه ولا يكافئه على شتمه لئلا يفسد صومه ولا يحبط أجر عمله . قال المنذري : وأخرجه مسلم والنسائي وأخرجه البخاري ومسلم والنسائي من حديث أبي صالح السمان عن أبي هريرة .